مقدمة: تدهورت أوضاع الإمبراطورية العثمانية خلال القرن 19م، مما أدى إلى انهيارها وتقسيم مناطق نفوذها،بسبب تداخل مجموعة من العوامل. - فما العوامل التي أدت إلى تدهور الإمبراطورية العثمانية وانهيارها؟ - وما الأساليب التي استعملتها القوى الاستعمارية للتغلغل بالمشرق العربي؟- وما هي أهم مناطق النفوذ التي قسم إليها المشرق العربي؟I
I: عرفت الامبراطورية العثمانية أوضاعا مزرية خلال القرن 19
1- تدهورت الامبراطورية العثمانية لعدة أسباب
أ- مظاهر ضعف الامبراطورية العثمانية:
بعد فشل حصار فيينا الذي دام 3 أشهر تكبدت الامبراطورية العثمانية عدة هزائم خاصة من طرف ألمانيا والنمسا، حيث فرضت هذه الهزائم على المبراطورية العثمانية توقيع عدة معاهدات كانت بنودها لصالح الدول المنتصرة، ولا تخدم مصالح الامبراطورية العثمانية التي فقدت هيبتها.
ب: عوامل تدهور الامبراطورية العثمانية:
ــ عسكريا: تدهور أوضاع جيش الانكشارية واهتمامه بالجوانب المكادية والتدخل في شؤون الحكم، وحيث سرى فيه الفساد والتفسخ
ـــ اقتصاديا: أدت الأزمات المالية الي عرفتها الامبراطوورية العثمانية إلى فرض ضرائب جديدة وبالتالي ضهور مجموعة من الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية
ــ سياسيا: عدم وجود استقرار سياسي من خلال توالي مجموعة من السلاطين الضعاف في مدة قصيرة واستبدادهم بالحكم، بالإضافة إلى فساد الإدارة.
2- شهدت الامبراطورية العثمانية عدة محاولات للإصلاح لمنها باءت بالفشل:
لجأت الدولة العثمانية منذ أواخر القرن 18 إلى سن سلسلة من الإصلاحات، استهدفت الحيلولة دون التفكك التام والسقوط تحت قبضة الاستعمار الأوربي.حبث تعددت المجالات التي همتها الإصرحات "التنظيمات" ومنها:
* الإصلاحات العسكرية: استهدفت هذه الإصلاحات إعادة تنظيم الجيش ومحاولة تكوين جيش نظامي يعوض الانكشارية، وتحديد التجنيد العسكري في 5سنوات.
* الإصلاحات الاقتصادية: قام العثمانيون بإلغاء نظام الالتزام حيث صارت تفرض الضرائب حسب الدخل والثروة.
* الإصلاحات السياسية: حاول العثمانيون وضع دستور للبلاد مستوحا من الدستور البلجيكي، والذي أقر مجموهة من الحقوق السياسية والمدنية للرعايا العثمانيين.
واجهت الإصلاحات العثمانية مجموعة من الصعوبات والتي ادت إلى فشلها ، ومنها:
- معارضة بعض القوى الاجتماعية لهذه الإصلاحات تمثلت في الفقهاء ورجال الجيش
- صعوبات مالية تجلت في نقص الموارد وارتفاع الديون
- فشاد افدارة العثمانية والصراع داخل البلاط حول الحكم
- عدم وجود رغبة للأجانب في إنجاح الإصلاحات.
II: ساهم التدخل الاستعماري الأوربي في تفكك الامبراطورية العثمانية
1- اتخد التدخل الاستعماري بالامبراطوورية العثمانية أساليب مختلفة
تعرضت الامبراطورية العثمانية لعدة ضغوط إمبريالية حيث تعددت أساليب التدخل الاستعماري للمشرق العربي ومنها:
- التدخل الاقتصادي:أثقال كاهل الامبراكورية العثمانية بالديون، وفرض المراقبة المالية الانجليزية والفرنسية على موارد ونفقات الدولة، وانتزاع امتيازات للأجانب والمحميين.- التدخل الديني: تجلى في إرسال بعثات تبشيرية مسيحية، والتدخل لحماية حقوق الإقليات.
- التدخل السياسي: التدخل الربي في شؤون الحكم كتنصيب وعزل الولات (عزل الخديوي إسماعيل)
- التدخل القضائي: عدم خضوع الأجانب لمقتضيات القضاء العثماني.
2- تقلص نفوذ الامبراطورية العثمانية عند مطلع القرن 19:
تصدعت الإمبراطورية العثمانية بفعل انهزاماتها المتتالية حيث انتقلت من التوسع إلى التخلي عن أجزاء هامة من ترابها سواء بأوربا (بلغاريا، رومانيا، صربيا، مقدونيا، جورجيا...) أو إفريقيا (الجزائر، تونس، ليبيا، ومصر) أو بالمشرق العربي حيث ظهرت عدة حركات انفصالية تطالب بالاستقلال.
وبالتالي صارت نفوذ العثمانيين لا تتعدى مناطق تركيا وبعض بلدان الخليج العربي، وبلاد الشام (فلسطين، لبنان،سورية) وأجزاء من شبه الجزيرة العربية.
IIIـ انتهت الامبراطورية العثمانية لأسباب عديدة أدت إلى تقسيم المشرق العربي
1- أدت أسباب دخلبة وخارجية إلى انهيار الامبراطورية العثمانية
* الأسباب الداخلية: تتلخص في الصراعات داخل الإمبراطورية العثمانية بفعل الصراع على الحكم وتدخل الجيش في شؤون الحكم، كما أن حروب البلقان ساهمت في إضعاف السلطة المركزية، وساهمت الثورة العربية الكبرى المطالبة بالانفصال بتحريض من بريطانيا في تفكك وحدة الإمبراطورية.
* الأسباب الخارجية: أدت الحروب التي خاضها العثمانيون ضد بلغاريا والتآمر الفرنسي الإنجليزي والهزيمة في الحرب العالمية الأولى التي شاركت فيها الامبراطورية العثمانية إلى جانب دول الوفاق إلى إضعاف وتفكك وحدة لإمبراطورية العثمانية.
2- خضع المشرق العربي للاستعمار عند مطلع القرن 20م :
ساهم انهزام الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى في انهيارها وتقسيم نفوذها بالمشرق العربي بين القوى الامبريالية تبعا لعدة معاهدات ومنها معاهدة سايكس- بيكو 1916 ومعاهدة سان ريو 1920م.
اشتد التنافس الفرنسي والإنجليزي حول منطقة المشرق العربي وخاصة بعد انسحاب روسيا سنة 1917، وبذلك احتلت انجلترا (بريطانيا) كل من العراق والردن والكويت وفلسطين ومصر... في حين احتلت فرنسا كل من سوريا ولبنان وقد حددت معاهدة سيفر 1920 الحدود السياسية لتركيا وبالتالي نهاية الامبراطورية العثمانية .
الخاتمة: أدى تدهور الامبراطورية العثمانية وانهيارها إلى تقسيم المشرق العربي وخضوعه للاستعمار.
ليست هناك تعليقات :